:السلام عليكم:
« ان قطرة من بحر القانون تحمي من الغرق في كثير من المشكلات والجرائم».
امرأة اخذها قطار العمر الي آخر محطاته ... علي قارعة الطريق تجلس ... تفترش الارض وتلتحف السماء ... بينها وبين الشمس بعض وريقات الشجر .. رايتها هنا تمضغ غبنها وحرقتها .. وتبتلعهما في مرارة .. سالتها .. مابالك وكان الدنيا توقفت عندك ها هنا ؟؟ .. وكانما كانت تنتظر اللحظة التي تسمع فيها السؤال .. كانما اثقلت من عبئها وضاق به صدرها ... بكل مرارة الدنيا قت علي قصتها .. او خديعتها الكبري ..
في اقرب الناس اليها خدعت ... اخوتها ... لحمها ودمها ... سهرت عليهم ليالٍ طوال .. وافنت في تربيتهم زهرة العمر .. وما كان منهم الا ان يجازوها شر جزاء ... استغلوا طيبة سريرتها .. ثقتها بهم ... استغلو اميتها ... وبصموها علي وثيقة جردتها من كل ما تملك من اموال ورثتها عن ابويها .. جردوها من مممتلكاتها ولم تدرٍ الا عندما طالبا الملاك الجدد بالاخلاء ... استجارت باهل الخير من معارفها ... لجأت للقانون ... ودائماً ما وقفت اماها عبارة ... القانون لا يحمي المغفلين ... بالمرصاد
وما بين التعاطف مع امرأة لا ذنب لها سوي نواياها الطيبة وقلبها الكبير ... وما بين اخوة تجردوا من كل جوانب الرحمة والانسانية .. مابين هذا وذاك يتبادر الي الذهن سؤال منطقي يفرض نفسه بكل قوة .....
من المخطئ ...
من الظالم ومن المظلوم ... اظلمت نفسها ان وثقت بهم ؟؟ ... اخطأت عندما وقعت علي وثائق لاتدري ماهيتها؟؟ .. مخطئة هي عندما جهلت بالسلاح الذي به يتأمن حقها ؟؟.. ام مخطئ القانون الذي لا يعترف بؤلاء المغبونين الذين لاحول لهم ولاقوة ؟؟ ...
ثقافة القانون ...
العلاقات الاجتماعية بطبيعتها علاقات متداخلة .. تشوبها المصالح ... ولابد من منظومة تنضوي هذه العلاقات تحت لوائها .. منعاً للاشتباكات ... وتثبيتاً لللحقوق ... لهذا أوجد القانون .. ليحمي حقوق الرعايا ويضمن استقرار العلاقات ... نحن ... أفراد وجماعات .. .. نحن المعني الأول بالقوانين .. لأجلنا وضعت ... ولنحمي حقوقنا لابد وأن نتقن استخدام اسلحتنا ... العلم والمعرفة ... القانون هو الحارس الأمين علي جميع جوانب حياتنا .. ومن الطبيعي جداً ان نعرف مؤهلات الحارس .. قبل ان نستخدمه !!
ثقافة القانون ..
ثقافة شبه معدومة في مجتمعاتنا ... أمر محصور علي فئة معينة من الناس ... لا باعتبارها أمراً ضرورياً في جميع مناحي الحياة ... القانون ليس حكراً علي القضاء بنوعيه الجالس والواقف ... بل هو حق عام يتشاركه جميع افراد المجتمع .. ويتحكم في العديد من مناشطنا اليومية ... فمن باب اولي ... حتي لا .نندم حيث لا يتفع الندم .. أن نجعل منه صديقاً قبل أن يجعل منا أعداء ..
الجهل بالقانون ليس بعذر :
وقد حثت القوانين ذاتها في نصوصها علي ضرورة المعرفن بالجوانب الأـساسية وذلك في القاعدة ...
الجهل بالقانون ليس بعذر
فاصبح تعم القانون بناءً علي هذه القاعدة .. واجباً علي العامة قبل الخاصة .. وبناء عليه لا بد وان تحتل ثقافة القانون مكاناً أكبر مما هي عليه الآن ... ولابد ان تصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فرد .. فيعرف ما له وما عليه .. ويجعل من القانون رفيقا ً و صديقاً له ..
دمتم بخير ..
ودمتم بثقافة ..
أحلام عادية